عندما قام العلماء بتطوير جهاز يعمل بكفاءة لبعث الضوء ، لم يدركوا أن الفراشات قد قامت بنفس العمل قبل ثلاثين مليون عام.
فقد اثبت العلماء أن البقع الفسفورية على أجنحة الفراشات من فصيلة فراش
السنونو الإفريقي تعمل بنفس أسلوب توليد الضوء المنبعث من الصمامات
الثنائية الباعثة للضوء المعروفة باسم الفلوروسنت.
وهذه الصمامات الثنائية الباعثة للضوء هي من تنويعات فعالة من الصمامات
الثنائية المستخدمة في صناعة الأجهزة الالكترونية و شاشات العرض الرقمية.
وقد صدر هذا البحث في دورية جامعة اكستر البريطانية للعلوم.
وفي عام 2001 ، كان الكسي ارتشاك وعدد من زملائه في معهد ماساشوستس
للتكنولوجيا باستعراض طريقة لبناء صمام ثنائي باعث للضوء أكثر كفاءة .
فمن المعروف أن معظم الأضواء الصادرة عن الصمامات الثنائية الباعثة للضوء لا يمكنها الخروج من الصمام مما يقلل من كفاءتها .
تصميم عبقري
وقد استخدم التصميم الذي طوره معهد ماساشتوستس للتكنولوجيا كريستال ضوئي
ثنائي الأبعاد- وهو مثلث شبكي مملوء بالثقوب يكسو الطبقة العليا من الصمام
الثنائي لتعزيز استخراج الضوء منه.
كما تم استخدام طبقات مماثلة للتحكم في اتجاه انبعاث الضوء وتنمح أجهزة
انبعاث الضوء المماثلة احتمالات كامنة تفوق بكثير أداء الأنواع التقليدية
من الصمامات الباعثة للضوء.
وقد اظهر عالمان في جامعة اكستر هما بيت فوكوسيك و إيان هوبر أن فراشة
السنونو الأفريقية قد تطورت وطورت معها أسلوبا مماثلا يكاد يكون متطابقا
لإرسال إشارات إلى بعضها البعض في البرية.
وهذه الفراشات التي تعيش في مناطق بوسط أفريقيا لديها أجنحة داكنة وبقع من الألوان الخضراء والزرقاء الزاهية.
وأبعاد الأجنحة في تلك الفراشات تعمل ككريستالات ضوئية ثنائية الأبعاد ، ومن بقعها الملونة تنبعث ضوءا فلورسنتيا حادا.
كما تقوم البقع الملونة على أجنحة الفراشات بامتصاص أشعة الضوء فوق البنفسجية الذي يعاد بثه كنور ساطع باللونين الأخضر والأزرق.
ويقول البروفيسور فوكوسيك إن نظام الفراشات لا يتضمن أشباه موصلات ولا ينتج طاقة مشعة. والأمر ليس مجرد تشابه بل يكاد يكون تطابقا.